الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة علي بعبورة (الرئيس الأسبق للترجي الجرجيسي): الكرة التونسية في خطر.. والجامعة تحتضر

نشر في  15 ماي 2014  (13:42)

رغم ابتعاده عن التسيير الرياضي منذ انسحابه من رئاسة ترجي جرجيس، بقي السيد علي بعبورة وفيا لناديه ومتابعا جيّدا للكرة التونسية والمنتخب الوطني.. إلتقينا به لنسأله عن مدى حقيقة اعتزامه العودة لرئاسة الترجي الجرجيسي وما صحة ما يتردد عن احتمال ترشحه لرئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم، علاوة على ذلك تطرقنا معه إلى العديد من المحاور ذات العلاقة بالكرة التونسية وأيضاً بالشأن العام الوطني خصوصا وهو يشغل خطة وظيفية سامية مع دولة الإمارات العربية المتحدة تُؤهّله لقراءة واقع ومستقبل البلاد والإيتثمارات الخارجية الخليجية المتوقعة خصوصا بعد زيارة المهدي جمعة للمنطقة في الأسابيع الأخيرة.. الحديث مع ضيفنا كان شيقا وممتعا، لذلك ندعوكم للإطلاع على أهم ما جاء فيه..
o في البداية، لو تكشف لنا أسباب إبتعادك عن رئاسة الترجي الجرجيسي والحال أن تجربتك كانت ناجحة لدى إشرافك على إدارته حتّى أصبحت مطلبا جماهيريا من «العكّارة»؟
لم أبتعد كليّا عن الترجي الجرجيسي، لأن من يعشق شيئا فإنه لا يقدر على فراقه.. أنا أتابع الفريق ونشاطه ونتائجه، أسعد لانتصاراته وأحزن لهزائمه وأتفاعل كأيّ محبّ لفريقه.. في المقابل لا أخفي سرّا أني أخترت متابعة الترجي الجرجيسي عن بعد، أي وضعت مسافة معيّنة حتّى لا أكون سببا غير مباشرا في التشويش على الهيئة خصوصا بعد أن شعرت أن رئيس النادي يتحرّج من وجودي لأسباب أجهلها..
o هل يخشى أن تخطف منه الأضواء مثلا عندما تحضر المباريات وتنزل إلى حجرات الملابس للاعبين؟
أعتقد أن الأمر صحيح، وربّما علاقتي بالإعلاميين والمراسلين واحترامهم لي وحرصهم على محاورتي وإجراء الأحاديث الصحفية معي أحرجه بعض الشيء ورغم ذلك حاولت بقدر الإمكان مساعدة الجمعية ودعمها ماديا حتى تقوم بدورها على الوجه المطلوب وتحقق أحلام الجماهير في العودة للرابطة المحترفة الأولى، ناهيك وقد بادرت ببعث لجنة الحكماء التي تتكوّن من الرؤساء السابقين للنادي حتّى نلمّ الشمل وتساند الهيئة المديرة،لكن رئيس النادي الذي كنت وراء تعيينه كمسؤولا عن فروع الشبان إبّان رئاستي للجمعية رأى غير ذلك -على مايبدو- فاخترت الإبتعاد في صمت تجنّبا للتأويلات وخوفا من التصدّعات التي لن تفيد الفريق بقدر ما تفيد بعض النكرات..
o هل أثّر هذا الجفاء في العلاقة بين الرئيس الشرفي ورئيس الجمعية على دعمك المالي المألوف لفريق الترجي الجرجيسي؟
في الموسم قبل الماضي دعّمت الفريق بمبلغ 80 ألف دينار، وقد كان ذلك عن اقتناع وعن حب وطواعية، لكن عندما أحسست أنني شخص غير مرغوب فيه من رئيس النادي لم أجد موجبا لأقدّم أموالي لشخص لا يحتملني، ولكن رغم ذلك أنا دائماً مع ترجي جرجيس ومساندتي له كلما سنحت الفرصة أعتبرها واجبة، لأن هذه الجمعية هي ملك لكلّ «العكّارة» ولجماهيرها وليست ملكا لعلي الوريمي أو علي بعبورة.. يذهب بعبورة ويأتي الوريمي، يذهب هذا الأخير ويأتي غيره وتبقى ترجي جرجيس..
o هل تفكّر في العودة لرئاسة الجمعية خصوصا أمام رغبة جماهير الفريق في عودتك من جديد؟
لا أخفي عليكم أن هذا الضغط الجماهيري دفعني إلى التقليل من زياراتي إلى جرجيس، في كل مناسبة أنزل فيها يتجمّعون حولي ويطالبونني بالعودة.. لكن أنا وبقدر احترامي وتقديري لرغبة هؤلاء وثقتهم في شخصي لا أرى نفسي مُستعدا للعودة لرئاسة الجمعية نظرا للضروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية وحتّى الرياضية التي تمرّ بها البلاد في هذه المرحلة الإنتقالية.. أنا أعتبر أن التسيير في مثل هذه الأجواء سيكون صعبا خصوصا إذا كان هناك برنامج عمل على المدى المتوسط والبعيد يتطلّب توفر الشروط والضمانات الأساسية لإنجاحه.
o ما حقيقة رغبتك في رئاسة الإفريقي خصوصا بعد أن تردّد إسمك كثيرا في الصائفة قبل الماضية ؟
وقعت اتصالات بالفعل مع بعض المُؤثّرين والمُدعّمين للنادي الإفريقي الذين اقترحوا عليّ رئاسة الجمعية، لكن اعتذرت بحكم إلتزاماتي المهنية خارج أرض الوطن لأن تسيير فريق في حجم وعراقة وشعبية الإفريقي يستوجب المتابعة القريبة والمواكبة اليومية، علاوة على ذلك هناك تجاذبات كبيرة داخل هذه الجمعية لذلك قد لا أكون الشخص المناسب لتحمّل هذه المسؤولية.
o والجامعة التونسية لكرة القدم، هل صحيح أنها أصبحت من طموحاتك؟
بصراحة ليست لديّ لا النية ولا الرغبة لرئاسة الجامعة التي تمرّ بوضع مزري والتي أعتبرها كالمريض الذي يحتضر على فراش الموت نتيجة المشاكل التي تتخبّط فيها، وأنا أعتقد أن المكتب الجامعي الحالي والذي أحترم رئيسه السيد وديع الجريء يتحمّل مسؤولية في هذا الوضع نتيجة اللخبطة وسوء التسيير الذي أعتقد أنه بعيد كل البعد عن الإحتراف والعقلية الإحترافية، لذلك وعلاوة على غياب التمويل وتخلّف المنتخب الوطني عن الترشح لكأس العالم لاحظنا ضعف الجامعة وغياب الجرأة في اتخاذ القرار علاوة على غياب برمجة واضحة المعالم لإنقاذ الكرة التونسية وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.. وفي رأيي هناك ثلاثة وجوه رياضية نجحت عند إشرافها على تسيير الجامعة وهي الأستاذ رؤوف النجار والسيد حمودة بن عمّار والسيد علي الحفصي.
o علي الحفصي! هل لأنه صديقك؟
علي الحفصي هو صديقي صحيح، لكن لمّا تولّى الإشراف على الجامعة حقّق نتائج ممتازة وجلب الكثير من المال بحكم علاقاته، وهذه حقيقة يجب أن تقال وأنا أعتبره الشخص المُؤهّل للنجاة بالكرة التونسية في هذه المرحلة.
o لكن العلاقات وحدها لا تكفي لإنجاح العمل الجامعي، يحب أن تكون هناك برامج وخطط عمل واضحة المعالم وأهداف مستقبلية..
خطط العمل والبرامج والأهداف المستقبلية لا يمكن أن تتحقق إذا لم يكن لديك المال والعلاقات البشرية مع الشخصيات الرياضية العالمية الفاعلة.. ليس الجامعة فقط، بل حتّى الدولة إذا لم تكن للحكّام القائمين على تسيير شؤونها علاقات قوية ومُؤثرة لجلب الأموال والمستثمرين فلن تنجح، لأن المال أحببنا أم كرهنا هو قوام الأعمال.
o ما هي مشاكل الكرة التونسية حسب رأيك؟
لدينا احتراف مغلوط، كرتنا ليس لها علاقة إطلاقا بالإحترافً. النوادي تشكو العجز والفاقة ومن العار أن نتحدث عن احتراف وهي رهينة دعم الدولة وبعض الأحباء الميسورين.. إذا أردنا أن نبني للمستقبل يجب أن تحدث ثورة في الكرة التونسية والإدارة الفنّية والتّكوين والقوانين وطرق التسيير تقضي على الولاءات والمحاباة والمصالح والحسابات الخاصة..
o تونس ما بعد الثورة؟
البلاد صراحة لم تعد تحتمل المشاكل والإعتصامات وقطع الطرقات، لا بد أن تستعيد أنفاسها ولا بد أن ينصرف الجميع للعمل، خصوصا وقد كثرت المطلبيّة وبات الجميع يطالب بالزيادات والمنح بشكل فيه الكثير من الأنانية وحب الذات، شخصيا أتفهم بعض المطالب وأراها طبيعية، لكن لا بد من الصبر ولا بد من العمل لأنه دون انصراف للعمل وتنمية ونمو سندخل في نفق مظلم قد لا نقدر على الخروج منه بسهولة، لأنه لدينا موارد بشرية وليست لدينا موارد طبيعية، لذلك نعوّل على علاقاتنا الخارجية لجلب المستثمرين من الدول العربية والأجنبية..
o كيف تقيّم هذه العلاقات؟
علاقاتنا الخارجية في عهد الترويكا كانت دون المستوى المأمول، لكن بعد قدوم السيد المهدي جمعة تغيّرت الأمور وبدأت تتحسّن، وقد عادت والحمد لله المياه إلى مجاريها بين تونس والإمارات بعودة السفير الإماراتي، ويمكن أن يسهّل ذلك عمليات الإستثمار الإماراتي في تونس وهو ما سيعود بالخير على البلاد خصوصا وأن زيارة رئيس الوزراء إلى هناك كانت ناجحة بكل المقاييس.

حاوره: عادل بوهلال